ما زلت أتذكر ، منذ سنوات مضت ، أنني حضرت مرافعة لأحد عمدائنا و من خلالها عشت جواً جعلني أشعر بأنني لم أخطأ عندما إخترت المحاماة.

لازالت كلماته ترن في أذني ...

نعم زميلاتي ، زملائي الافاضل ، المهنة التي نمارسها فعلا نبيلة .

لكن، و رغم الوسائل الهائلة التي نملكها الآن، و التي لم تكن تخطر بالنا آنذاك، فان أمورا كثيرة تغيّرت و جعلتني لا أشعر بنفس شعور ذلك الزمن .

نعم ، و رغم كل الوسائل المتاحة لنا الآن فقد أصبح كل شيء أصعب من ذي قبل ، ليس بسبب كثرة هذه الامكانات و لكن بسبب تغيّر الذهنيات .

لقد ترك لنا أسلافنا إرثا ثقيلاً ، لن يغفروا لنا أبدا عدم إهتمامنا به .

لقد أصبح العالم اليوم أكثر ترابطا بفضل التكنولوجيا ، و نحن نؤمن بأهمية تسخير الادوات الحديثة لمهنتنا.

انها سوف تمكّن كل واحد منا من الوصول الى المعلومات و الخدمات القانونية بسهولة و يُسْر ، غير أنه لا يمكن ان تشكل بأي حال من الاحوال وسيلة لتحريف الثوابت أو الابتعاد عنها لأسباب مادية بحتة.

لذلك ، لن أتوقف عن التحذير من الافراط و الممارسات الخاطئة و الاستخدام غير المناسب لهذه الوسائل الحديثة ، وسائل التواصل الاجتماعي.

مهنتنا نموذجاً إجتماعياً يُقتدى به .

هذا هو الإرث الذي تركه لنا عمداؤنا، و الذي يقع على عاتق الجميع ، دون استثناء و الذي يتوجب علينا الحافظ عليه و تكريسه .

في هذا الاطار ، و من الاهتمام الذي يجب أن يُولى باستمرار لهذه المسؤولية ، تنبع ضرورة تمكين مهنتنا بجميع الوسائل الحديثة لتبقى دائما في الطليعة .

لذلك ، فانه يسعدني أن أعلن اليوم عن إنطلاق الموقع الالكتروني الرسمي لمنظمتنا .

هذا الانجاز يمثل خطوة نوعية نحو مواكبة العصر الرقمي و تطوير خدماتنا المهنية بما يخدم مصلحة المحامين .

ان هذا الموقع لم يُصمم ليكون واجهة رقمية فقط بل ليكون منصة شاملة تضمن كل ما يحتاجه الزميل في اطار تواصله مع زملائه و مع هياكل المنظمة ، ناهيك عن كل المعلومات التي يرتكز عليها النشاط المهني اليومي.

ان إطلاق هذا الموقع ما هو إلاّ بداية لمسار مستمر من التطور و الابتكار الذي يسعى اليه مجلس المنظمة بكافة أعضائه.

دَقَ عصر الرقمنة ، محكوم ٌعلينا مواكبة الحركة التي يفرضها التطور ، لهذا السبب نحن مطالبون من أجل استدامة مهنتنا و بقاء ريادتها ان نلتزم كلنا في هذا التوجه الحتمي.

كل من ساهم في تجسيد هذا المشروع شارك في إبراز واجهتنا،

لذا أغتنم الفرصة لأتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذه المغامرة الجميلة و الطموحة.

دعوتي للجميع ان يلجأ كل واحد منكم لمولودنا الجديد لتصفحه و البداية من الاستفادة من محتواه .

شكرا جزيلا على أي نقد أو ملاحظة من شأنها مساعدتنا على التطور و التقدم خدمةً للمهنة .