منظمة محامي الجزائر

   تاريخنا

في الفترة ما قبل الاستعمار: مملكة الجزائر

كان النظام القانوني الإسلامي هو السائد، حيث كان يعتمد على مبدأ الاتهام وليس التحقيق، وكان للقضاة الشرعيين (القضاة المسلمين) دور مباشر ووجود دائم في الأسواق، كما كان للحاخامات دور مماثل أمام معابدهم، مما جعل النظام القضائي أكثر اقتصادية وفعالية.

مباشرة بعد الاستعمار الفرنسي للجزائر، وفي عام 1834، تم إنشاء ثلاث محاكم ابتدائية بوجود قاضٍ منفرد في كل من الجزائر ووهران وقسنطينة، بالإضافة إلى محكمة استئناف في الجزائر. ولم يتم إنشاء نقابة المحامين بالجزائر إلا في 16 أبريل 1840، وفقًا لنفس الشروط وقواعد الانضباط المعمول بها في فرنسا.

منذ تأسيسها، دخلت نقابة المحامين في صراع مع السلطات الاستعمارية حول استقلالية مهنة المحاماة، خصوصًا بعد إدخال نظام "المدافعين عن العدالة"، وهم مجموعة من الموظفين القضائيين الذين يتم تعيينهم من قبل السلطات الاستعمارية ويعملون تحت إشراف النائب العام، مع منحهم الحق في الترافع أمام المحاكم.

في عام 1881، وبعد معركة طويلة، تمكنت نقابة المحامين في الجزائر من استعادة جميع حقوقها، حيث تم توسيع تطبيق القوانين المطبقة في فرنسا إلى الجزائر، مما أعاد للنقابة كامل صلاحياتها. وبحلول عام 1888، ضمت قائمة المحامين 58 محاميًا، لم يكن بينهم أي جزائري. وكان أول محامٍ جزائري سُمح له بالترافع أمام المحاكم الفرنسية هو الأستاذ أحمد بودربالة، الذي أدى اليمين القانونية في 16 مارس 1891.

إحصائيات حول عدد المحامين الجزائريين

  • 3 محامين جزائريين قبل عام 1919
  • 19 محاميًا جزائريًا بين 1919 و1930.
  • 5 محامين جزائريين بين 1940 و1944
  • 47 محاميًا جزائريًا بين 1947 و1962.

أما بالنسبة للجزائريين، فقد تم تقييد حقوقهم بشكل صارم بموجب "قانون الأهالي" الصادر عام 1887، والذي كان يخرق المبادئ الجمهورية من خلال فرض نظام قمعي خاص على الجزائريين المسلمين، حيث كانوا يُعتبرون "رعايا مستعمرين" محرومين من ضمانات القانون العام.

كان يتم محاكمة كل فرد حسب قوانينه الخاصة:

  • الفرنسيون يُحاكمون وفقًا للقانون الفرنسي.
  • المسلمون يُحاكمون وفقًا للشريعة الإسلامية.
  • اليهود يُحاكمون وفقًا للقانون اليهودي.

تنظيم المحاكم في ظل الاستعمار الفرنسي

لال فترة "الإمبراطورية الثانية"، كان النظام القضائي يعتمد على ازدواجية المحاكم، حيث كانت هناك سلسلتان قضائيتان متوازيتان ومستقلتان نسبيًا. ولكن قبل هذه الفترة وبعدها، كان هناك اتجاه لدمج المحاكم الإسلامية داخل النظام القضائي الفرنسي.

أما في المجال الجنائي، فقد تم إنشاء محاكم خاصة للمسلمين الجزائريين بين عامي 1882 و1942. ولكن قبل عام 1882 وبعد عام 1942، كان يتم محاكمة المسلمين أمام المحاكم العادية، التي كانت تنظر أيضًا في القضايا المتعلقة بالمواطنين الفرنسيين.

قانون الأهالي ونظام العقوبات الخاصة

ي الأصل، كان يُطلق على "قانون الأهالي" أو "قانون الشرطة للأهالي" قائمة بالجرائم الخاصة التي كانت تُعاقب دون أي إجراءات قضائية عادلة، حيث كانت العقوبات تُصدر مباشرة من قبل العسكريين أو الإداريين المدنيين الفرنسيين، الذين كانوا يتمتعون بما يسمى "بالسلطات التأديبية"، مما يعني أنه لم تكن هناك إجراءات محاكمة عادلة، بل مجرد عقوبات إدارية.

عرف هذا النظام باسم "النظام العقابي للأهالي"، وكان يشمل:

  • الغرامات الجماعية.
  • مصادرة الممتلكات.
  • الاعتقال الإداري دون محاكمة.

استمر تطبيق هذا القانون حتى عام 1946، على الرغم من أن اتفاقيات جنيف كانت قد منعت جميع أشكال الأشغال الشاقة. ومع ذلك، نجحت السلطات الاستعمارية الفرنسية في إبقاء هذا النظام قائمًا في الجزائر حتى الاستقلال عام 1962.

محاكمات بارزة في تاريخ الجزائر الاستعماري

في عام 1901، شهدت الجزائر محاكمتين بارزتين:

تستمر نقابة المحامين في الجزائر في لعب دور بارز في النظام القضائي، وهي اليوم مؤسسة حيوية تساهم في ضمان العدالة وحماية الحقوق في مختلف المجالات القانونية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.

محاكمة قبيلة بني درقون التي تم الاستيلاء على 200 هكتار من أراضيها.

محاكمة "انتفاضة مارغريت" والتي جاءت نتيجة احتجاج الجزائريين على عمليات المصادرة المستمرة للأراضي وتسليمها للمستوطنين الأوروبيين.

في هذه القضايا، لعب نقيب المحامين موريس لادمرال، وهو محامٍ من أصول غوادلوبية، دورًا رئيسيًا في الدفاع عن الجزائريين، حيث أوضح أن السبب الرئيسي لهذه الانتفاضات هو "الطغيان الإداري" والاستيلاء المنهجي على الأراضي الجزائرية من قبل الدولة لصالح المستوطنين.

في عام 1902، وبتأثير مباشر من موريس لادمرال، حشدت نقابة المحامين في الجزائر جهودها لمعارضة إنشاء المحاكم القمعية الخاصة بالجزائريين، والتي كانت تنتهك حقوق الدفاع الأساسية من خلال:

  • إلغاء إجراءات التحقيق.
  • تقييد حقوق الاستئناف.
  • إلغاء الطعن بالنقض.
  • منع المحامين من الدفاع عن المتهمين.

المحامون في الجزائر قبل 1954

بعد عام 1930، بدأ دور المحامي الجزائري يتخذ طابعًا نضاليًا، حيث دخلت الجزائر في مرحلة جديدة من تصاعد الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، مما أدى إلى تصعيد القمع الاستعماري الذي وجد المحامون أنفسهم جزءًا منه.

مع تزايد الاعتقالات السياسية، ظهرت الحاجة إلى إنشاء لجان خاصة للدفاع عن المعتقلين السياسيين. وفي هذا السياق، تم إنشاء لجنة دعم ضحايا القمع في أبريل 1948، والتي استعانت بمحامين جزائريين وفرنسيين للدفاع عن المعتقلين.

االمحامون البارزون في الدفاع عن القضايا الوطنية:

  • في الجزائر: صالح زيدي وعمار بن تومي.
  • في قسنطينة: بن الحاج سعيد، حاج إدريس، وآيت أحسن.
  • في وهران: محمد بلبقرة، أحد نشطاء حزب الشعب الجزائري، وتوڤني.

بعد عام واحد من تأسيس اللجنة، أصبح عمار بن تومي المحامي الرسمي لـ حزب الشعب الجزائري-حركة انتصار الحريات الديمقراطية (PPA-MTLD)، حيث كان معروفًا لدى جميع المحاكم الجزائرية، وخاصة الغرفة الجنائية لمحكمة الاستئناف بالجزائر، التي كانت تراجع جميع القضايا الجنائية عبر البلاد.

لم يقتصر نشاطه على الجزائر العاصمة، بل امتد إلى تلمسان ووهران وقسنطينة، حيث ترافع في العديد من القضايا السياسية خلال الخمسينيات.

المحامون خلال حرب التحرير الوطنية

بعد اندلاع الثورة، تم الاتصال بالأستاذ عمار بن تومي من قبل صلاح لوانشي، وكلفه رابح بيطاط بأن يكون محاميًا للمناضلين التابعين لجبهة التحرير الوطني المتهمين. اتفق محامي باريس، الأستاذ ولد عودية، والأستاذ عمار بن تومي على إنشاء هيئة دفاع جماعية. أصبحت وتيرة القمع المتزايدة تحتم إنشاء هيئة محامي جبهة التحرير الوطني بالجزائر خلال صيف 1955، وشارك فيها الأستاذ عمار بن تومي إلى جانب الأساتذة: محمد حاج حمو، محمود زرتال، نافع رباني، محي الدين جناد، عبد الرزاق شنتوف، وأيضًا لويس غرانج، ألبرت سمادجة، إيلي غيدج، غاوتي بن ملحة وأرزقي بوزيدة. هؤلاء المحامون الذين انخرطوا منذ بداية الكفاح المسلح في خدمة القضية الوطنية، اعتبرتهم الحكومة الفرنسية "عملاء جبهة التحرير الوطني يرتدون الجبة السوداء". وقد تعرض المحامون في الجزائر لموجة قمع شديدة، تمثلت في منعهم من مغادرة البلاد واعتقالهم.

في فبراير 1957، تم اعتقال الأستاذ عمار بن تومي مع زملائه الأستاذ أمقران عمارة، غاوتي بن ملحة، عبد الحميد حماد وعمر منور، ووصفتهم السلطات الفرنسية بأنهم "عملاء لجبهة التحرير الوطني في زي المحامين". تم سجنهم في معسكر بيرواقيه، ثم في "المعسكر صفر" في بوسويت المخصص "للمتمردين غير القابلين للإصلاح"، وبعدها في معسكر دويرة.

وفي أثناء مرافعاتهم، ندد المحامون علنًا بالإعدامات التعسفية، والتعذيب الوحشي، والممارسات البوليسية المهينة، والتفتيشات المذلة، وتدمير الممتلكات، والإهانات والعقوبات الجائرة. وعلى إثر ذلك، تعرض العديد من المحامين للتصفية الجسدية، مثل الأستاذ عبد محند، المحامي في هيئة وهران، والمحامون بيير بوبي، بيير غاريغ، وثوفيني الذين اغتيلوا في المغرب، والأستاذ ولد عودية الذي اغتيل في بون، والأستاذ عيت الحسين، إضافة إلى الأستاذ علي بومنجل الذي تم إلقاؤه من الطابق السادس بعد تعرضه للتعذيب على يد قوات المظليين التابعة للجنرال ماسو في مارس 1957. إلى جانب هذه القائمة الطويلة، التي لا تزال غير مكتملة، هناك أيضًا الأستاذ محمد أبركان الذي اغتيل في مكتبه عام 1962، وبعد أيام قليلة، اغتيل الأستاذ فرناند مارتن، النقيب السابق لنقابة المحامين في البليدة، كما كان هناك ضحايا آخرون مثل غاي فرايشينو، زيزيني، النقباء علي شركال، فيليبون، وحموطنة، الذين وقعوا ضحايا لهذه الحرب التي استهدفت الدفاع عن المناضلين.

المحامون مؤسسو العدالة الجزائرية بعد الاستقلال

نظرًا لأن الإدارة الاستعمارية للقضاء كانت تخضع مباشرة لسلطة باريس، التي كانت تعين القضاة، كان من الضروري إنشاء وزارة العدل بعد الاستقلال. تم تشكيل فريق صغير على الفور، ضم:

  • الأستاذ عمار بن تومي وزيرًا للعدل
  • الأستاذ قدور ساتور
  • الأستاذ غاوتي بن ملحة

مع مرور الوقت، انضم إليهم أكثر من 55 محاميًا، أي جميع المحامين الجزائريين في ذلك الوقت، الذين ساهموا في:

  • تأسيس وزارة العدل
  • شغل مناصب في الإدارة المركزية للوزارة، حيث كان غاوتي بن ملحة رئيسًا للديوان، النقيب حسن عبد الله مديرًا للشؤون القضائية، حنين يحيى نائبًا لمدير الموارد البشرية، ثم النقيب قدور ساتور وبشير كيسوس.
  • تنظيم القضاء الجزائري
  • جزأرة القوانين والنصوص التشريعية الأخرى

كما شغل المحامون مناصب قضائية، كرؤساء محاكم، ووكلاء جمهورية، وقضاة التحقيق، وقضاة الجلسات. ومع محاولات رئيس الجمهورية آنذاك التدخل في استقلالية القضاء، رفض الأستاذ عمار بنتومي الخضوع لهذه الضغوط، وقدم استقالته ليعود إلى ممارسة المحاماة، مما أدى إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية. وعلى إثر ذلك، استقال العديد من المحامين وعادوا إلى مزاولة المهنة، متمسكين بمبادئهم التي تشمل:

  • واجب الكرامة
  • الضمير المهني
  • الاستقلالية
  • النزاهة
  • الإنسانية

المحاماة منذ الاستقلال

بعد الاستقلال، تم تنظيم مهنة المحاماة ضمن مجلس وطني موحد، قبل أن تتطور إلى إنشاء عدة نقابات محامين، ليصل عددها حاليًا إلى 24 نقابة. وتوالى على منصب نقيب المحامين في الجزائر الأسماء التالية:

  • 1963-1965: قدور ساطور
  • 1965-1967: نافع رباني
  • سبتمبر-أكتوبر 1967: أرزقي بوزيدة
  • 1967-1975: عمار بن تومي
  • 1975-1977: شريف باتوش
  • 1977-1979: مبروك بلحوسين
  • 1979-1981: عبد الصمد بن عبد الله
  • 1981-1983: علي عمار لعور
  • 1983-1987: الطيب بلولة
  • 1987-1997: أحمد عبيش
  • 1997-2001: محمد أرزقي عبلاوي
  • 2001 - يونيو 2022: عبد المجيد سليني
  • يونيو 2022: محمد بغدادي

النصوص المنظمة لمهنة المحاماة

يجدر الإشارة إلى أنه، على عكس بعض المهن الأخرى (الموثقين، المحضرين القضائيين، خبراء المزاد العلني)، التي خضعت لوصاية وزارة العدل من 1970 إلى 1988، فإن المحامين خاضوا نضالًا لمنع وضعهم تحت وصاية الوزارة أو دمجهم في منظمات جماهيرية، كما حدث مع قطاع الصحة والمهن الأخرى، وبذلك بقيت مهنة المحاماة هي المهنة المستقلة الوحيدة عن الحزب الواحد "جبهة التحرير الوطني".Forme

تشريعات مهنة المحاماة

منذ الاستقلال وحتى الآن، صدرت خمسة نصوص قانونية لتنظيم مهنة المحاماة، وهي:

  • الأمر رقم 67-202 المؤرخ في 27 سبتمبر 1967
  • الأمر رقم 72-60 المؤرخ في 13 نوفمبر 1972
  • الأمر رقم 75-61 المؤرخ في 26 سبتمبر 1975
  • القانون رقم 91-04 المؤرخ في 8 يناير 1991
  • القانون رقم 13-07 المؤرخ في 29 أكتوبر 2013

نصوص تطبيق القانون رقم 13-07 المؤرخ في 29 أكتوبر 2013 المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة

النظام الداخلي

القرار المؤرخ في 19/12/2013 المتضمن المصادقة على النظام الداخلي لمهنة المحاماة.

شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة (CAPA)

  • المرسوم التنفيذي رقم 2015-18 المؤرخ في 25/01/2015 الذي يحدد شروط الالتحاق بمهنة المحاماة.
  • المرسوم التنفيذي رقم 22-47 المؤرخ في 19 يناير 2022 المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم 15-18 المؤرخ في 25 يناير 2015 الذي يحدد شروط الالتحاق بالتكوين للحصول على شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة.
  • القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 12 مارس 2015 الذي يحدد شروط فتح مسابقة الالتحاق بالتكوين للحصول على شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة، وتنظيمها وسيرها، بالإضافة إلى عدد الاختبارات، طبيعتها، مدتها، معاملاتها، برنامجها، وتشكيلة لجنة التحكيم ومعدل القبول.
  • القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 8 مارس 2022 الذي يحدد شروط فتح مسابقة الالتحاق بالتكوين للحصول على شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة، وتنظيمها وسيرها، بالإضافة إلى عدد الاختبارات، طبيعتها، مدتها، معاملاتها، برنامجها، وتشكيلة لجنة التحكيم.

الطابع الجبائي للمحامي

المرسوم التنفيذي رقم 2018-185 المؤرخ في 10 يوليو 2018 الذي يحدد قيمة الطابع الجبائي للمحامي وكيفية دفعه.

المحامون المدافعون عن الحقوق والحريات

بموجب قانون 15 يناير 1963، تم إنشاء محكمة أمن الدولة للنظر في أوقات السلم في الجرائم والجنح الماسة بأمن الدولة. لم يتم إلغاؤها إلا بموجب قانون 4 أغسطس 1981. لطالما ندد مجلس قضاء الجزائر بهذه المحكمة الاستثنائية.

محامون في مواجهة القمع

في عام 1983، تم اعتقال وسجن المحامي علي يحيى عبد النور، عضو نقابة المحامين بالجزائر، بسبب نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان. كان من مؤسسي الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (LADDH)، ودافع عن مختلف الأطياف السياسية، من المدافعين عن الثقافة الأمازيغية إلى الشيوعيين والإسلاميين. وقد صرح قائلاً: "عندما تُنتهك حقوق الإنسان، لا أسأل إن كانت الضحية ديمقراطية أم إسلامية لأقدم لها العون. لا يوجد فرق بين جميع ضحايا القمع، فجميعهم يشتركون في نفس الإنسانية، لأن حقوق الإنسان تعلو فوق جميع الانقسامات السياسية أو الأيديولوجية."

خلال العشرية السوداء

مع إعلان حالة الطوارئ عام 1992، تم اعتقال مئات الآلاف من الأشخاص في الجزائر. تم إرسال معظمهم إلى معسكرات اعتقال، فيما تم توقيف آخرين ومحاكمتهم أمام المحاكم المدنية أو العسكرية. في ديسمبر 1992 ويناير 1993، وبعد إدانة قرارات الاعتقال الإداري، انسحب محامو الدفاع من عدد من المحاكمات العسكرية احتجاجًا على الانتهاكات الإجرائية والمسّ بحقوق الدفاع.

عقب صدور المرسوم التشريعي رقم 92-03 المتعلق بـ "مكافحة التخريب والإرهاب"، والذي نص على محاكمات سريعة وسرية دون استئناف، أبدى مجلس قضاء الجزائر مخاوفه، خاصة فيما يتعلق بـ:

  • التعريف الواسع لمصطلح "الإرهابي"، والذي قد يؤدي إلى سجن الأفراد بسبب آرائهم.
  • تمديد فترة الحجز تحت النظر.
  • غياب حق الاستئناف.
  • تقليص ضمانات الدفاع وزيادة نطاق عقوبة الإعدام
  • الأثر الرجعي لهذا القانون الجنائي.

إصلاح القضاء ومواقف المحامين

إصلاحات عام 2002

في أواخر عام 2002، تم إنشاء لجنة لإصلاح القضاء برئاسة الأستاذ الراحل محمد إيسعد، المحامي بهيئة الجزائر، وبتنسيق مع مجلس قضاء الجزائر. خلال هذه المناسبة، ندد المحامون بوضع القضاء في البلاد، وعقب تسليم التقرير، عارضوا العراقيل التي حالت دون تنفيذ التوصيات المقترحة.

إضراب 2007

في عام 2007، وبعد ملاحظته لعدم صدور قانون جديد للمحاماة، وغياب مدرسة لتكوين المحامين، واستبعاد المحامين من المحاكم، لجأ النقيب عبد المجيد سيليني إلى الاحتجاج. تحت قيادته، أنشأ مجلس قضاء الجزائر لجنة لدراسة ومتابعة مشروع قانون مهنة المحاماة، وقدمت اللجنة أربع مسودات أكدت على:

  • استقلالية مهنة المحاماة.
  • ضرورة اقتصار المهنة على المرافعة، والاستشارات القانونية، وصياغة العقود والاتفاقيات.
  • منح نقابة المحامين بالجزائر وضعًا خاصًا.

2019 – موقف المحامين من الحراك الشعبي

  • 7 مارس 2019: نظم محامو مجلس قضاء الجزائر مسيرة نحو مقر المجلس الدستوري احتجاجًا على ترشح الرئيس لعهدة خامسة.
  • دعا النقيب سيليني عبد المجيد السلطات لاحترام الحقوق والحريات، وخاصة حق المواطنين في التعبير عن مطالبهم خلال الحراك الشعبي.
  • 23 مارس 2019: في اليوم الموالي للمسيرات الشعبية، خرج المحامون في مظاهرة بمناسبة يوم المحامي، حيث أدانوا انتهاك الدستور.
  • يوليو 2019: دعا النقيب سيليني المحامين إلى مسيرة انطلقت من محكمة سيدي امحمد للمطالبة بـ استقلالية القضاء والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
  • بقي محامو الجزائر، بقيادة النقيب سيليني عبد المجيد، داعمين لمطالب الحراك الشعبي حتى النهاية.

الشروط / ملفات تعريف الارتباط

حقوق النشر © BAA 2025 - تم التطوير بواسطة AYRADE